تحت إشراف وزارة التشغيل والتكوين المهني، تنظم الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل بالشراكة مع الديوان الفرنسي للهجرة والإندماج ندوة دولية لمصالح التشغيل العمومية تحت عنوان " الملائمة بين سوق الشغل المحلية والدولية : التحديات والحلول" وذلك يومي الخميس والجمعة 12 و13 أكتوبر 2023 بالعاصمة.
ويندرج تنظيم هذه الندوة الدولية في إطار تنفيذ مشروع "من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة اليد العاملة وتنقّلها في شمال إفريقياTHAMM " والهادف إلى وضع برامج للتنقل القانوني والمنظم في إطار التعاون بين بلدان شمال إفريقيا وبلدان الاتحاد الأوروبي وتعزيز آليات حماية العمال المهاجرين في مختلف مراحل الهجرة بما يتماشى مع حقوق الإنسان ومعايير العمل الدولية لهجرة اليد العاملة.
وشارك في فعاليات الجلسة الإفتتاحية للندوة كل من السيدة فريحان القربي بوصفارة المديرة العامة للوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل والسيد أحمد المسعودي المدير العام للتوظيف بالخارج واليد العاملة الأجنبية بتونس والسيد توم أشواندن رئيس التعاون عن بعثة الإتحاد الأوروبي بتونس والسيدة آن غويغان سفيرة فرنسا بتونس والسيد فابريزو ساجيو سفير إيطاليا بتونس بمشاركة ممثّلين عن مصالح التشغيل العمومية في العالم ومنها المغرب والجزائر والسينغال ومصر وبلجيكيا وساحل العاج وموريطانيا واسبانيا وكندا عن بعد وممثلين عن الوزارات المعنية بالملف وممثلي الشركاء الإجتماعيين والمنظّمات غير الحكوميّة والشركاء الأجانب والخبراء الوطنيين والدوليين في مجال التوظيف الدولي.
هذا كما حضر أشغال الجلسة الإفتتاحية لهذه الندوة كل من السيدة سناء درمول المديرة العامة للمركز الوطني لتكوين المكونين وهندسة التكوين والسيد مروان بن سليمان المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني، وعدد هام من إطارات الوزارة والهياكل تحت الإشراف، والسيدين فتحي حوالة وشفيق عبد اللطيف المديرين الجهويين للتشغيل والتكوين المهني بكل من تونس وأريانة.
وتهدف هذه الندوة إلى تحسين حوكمة الهجرة وبناء القدرات المؤسساتية للجهات والمؤسسات المعنية وفقا للتوجهات السياسية العالمية وخاصة منها أهداف التنمية المستدامة والاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، ومن النتائج المنتظرة من هذه التظاهرة الدولية توحيد المفاهيم وإرساء منهجية عمل تشاركية لملائمة الكفاءات مع حاجيات سوق الشغل المحلية والدولية والإستئناس بالتجارب الناجحة والمبادرات المبتكرة في المجال وتطوير الشراكة وتوطيد شبكة العلاقات لتحسين السياسات والممارسات المتعلقة بالتنقل الدائري للكفاءات.
وأكد السيد أحمد المسعودي المدير العام للتوظيف بالخارج واليد العاملة الأجنبية بالوزارة خلال الكلمة الإفتتاحية للندوة على أنّ الهجرة تمثل ظاهرة صحية ومصدرا للإثراء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمختلف الأطراف ويجب تناولها كمنهج شامل يعالج كافة أبعادها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، مشيرا إلى أهمية اعتماد سياسات دولية قائمة على التعاون و التضامن من أجل الحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية ، مضيفا بأن الوزارة قد شرعت بالتعاون مع الديوان الفرنسي للهجرة والإندماج في إرساء منظومة يقظة لمتابعة تطور سوق الشغل الوطنية والدولية لرصد واستشراف حاجياتها من الكفاءات واليد العاملة المتخصصة والمهن المطلوبة.
وأكدت السيدة فريحان القربي بوصفارة المديرة العامة للوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل على أهمية حوكمة الكفاءات وبناء شراكات جديدة لوضع الاستراتيجيات الخاصة بملف التوظيف الدولي وتنقل العمال في الأطر المنظّمة، مُبرزة ضرورة إرساء منظومة مرافقة وإحاطة تشاركية تنظم عملية التشغيل الدولي وفق معايير دولية تثمّن المكتسبات وتستأنس بالتجارب الناجحة في المجال، بالإضافة إلى العمل على تشبيك مصالح الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل مع نظيراتها دوليا بهدف التعاون والتوظيف الأمثل لكل فرص التشغيل المتوفرة.
ومن جهتها صرحت سفيرة فرنسا بتونس بان تونس هي بلد الكفاءات والخبرات، داعية إلى مزيد التنسيق بين كل الجهات الفاعلة في مجال التوظيف بالخارج بهدف إتاحة الفرص للشباب والكفاءات للعمل بشكل نظامي في سوق الشغل الدولية.
وثمن السفير الإيطالي بالمناسبة تقدم تنفيذ مختلف برامج التعاون المشتركة مع وزارة التشغيل والتكوين المهني والمنجزة في إطار التوظيف الدولي، مؤكدا على أهمية مزيد العمل على ملاءمة الكفاءات مع حاجيات سوق الشغل الدولية، مصرحا بان 900 مؤسسة إيطالية منتصبة في تونس لديها حاجيات من الموارد البشرية مقابل توفر عدد هام من الباحثين عن شغل مما يتطلب إرساء مقاربة متكاملة للمرافقة ومزيد التأهيل للانتفاع بمواطن شغل محددة ومشخصة.
وتتناول أشغال هذه الندوة الدولية بالدرس والتحاور حول أربعة ملفات كبرى وهي التوجهات الإستراتيجية لسوق العمل المحلية والدولية وتثمين دور مصالح التشغيل في معادلة العرض والطلب وإقتراح التدابير والحلول المناسبة والهجرة الدائرية والتنمية وتطوير شراكات واقعية وقابلة للتنفيذ حول مسالك الهجرة من أجل العمل وسبل الولوج إلى سوق العمل الدولية عبر آليات وبرامج التحول الرقمي والعمل عن بعد والتنقل الإفتراضي.